7 نصائح تقضي على الخلاف أنت وهو و «الريموت كنترول»
يبدو
أن مهمة «الريموت كنترول» لم تعد مقصورة على التحكم في الأجهزة الكهربائية
وحدها، بل أصبح له مهام أخرى أكثر حيوية، ومنها التحكم في الحياة الزوجية؛
فكثير من الخلافات التي تقع بين الزوجين يكون سببها «الريموت»، لدرجة أصبح
فيها يتصدر قائمة أسباب الطلاق أمام المحاكم وساحات القضاء! حيثُ تأتي
الرغبة في مشاهدة التليفزيون واختيار قناة محددة مفضلة، أو برنامج خاص، أو
حتى مذيع دون آخر في مقدمة الخلافات، وغالبًا ما تخرج الزوجة من هذه
المعركة خاسرة مستسلمة لرغبة زوجها الذي يصر –مثلا- على مشاهدة مباريات كرة
القدم، أو متابعة نشرات الأخبار، فهل يكون الحل شراء جهاز تليفزيون خاص
للزوجة؟ ماذا يقول الخبراء؟ وما هي النصائح المجدية للزوجين؟
الريموت في المحكمة
إن
التسابق على الإمساك بالريموت كنترول والتحكم به وصلت خلافاته لساحات
المحاكم؛ حيثُ انفصل زوجان سعوديان إثر مشادة بينهما على من يتحكم في
اختيار القنوات الفضائية، ومن يكون جهاز التحكم في يده؟ وجاء الخلاف بعد
ثلاثة أعوام من الزواج، وعندما سأل القاضي الزوجة عن أسباب الخلاف، أفادت
بأن زوجها لا يُمكّنها من الريموت طوال فترة بقائه في المنزل، مما أدى إلى
حدوث الخلافات بينهما أكثر من مرة، ولم يتم التوصل فيها إلى اتفاق، عندها
أقر الزوج بما حدث، وأعلن موافقته على طلاقها.
وفي مصر طلق رجل
زوجته بعد أن أصرت أن تقف أمامه- خفة كانت أو غضبًا- وهو يشاهد مباراة بين
فريقي الأهلي والزمالك في بطولة الدوري المصري؛ وكانت قد طلبت منه في
البداية أن يتخلى عن مشاهدة المباراة والحديث معها وإلا فليطلقها حالا، وهو
ما فعله الزوج ولكن بعد أن ضربها «علقة ساخنة»، هنا تقدمت الزوجة ببلاغ
لقسم الشرطة تتهم فيه زوجها بأنه أهانها وضربها، وطلقها بسبب مباراة كرة
قدم.
ولم يقتصر الأمر على البلاد العربية وحدها؛ فهناك في تايوان
قتل رجل والدته دون قصد حين كانا يتنازعان حول (الريموت كونترول) الخاص
بالتليفزيون؛ حيثُ أراد هو مشاهدة فيلم تسجيلي، فيما أصرت والدته على
مشاهدة نشرة الأخبار، فقام بفعلته، وبعدها أسرع لنقل والدته إلى المستشفى
بعد أن فقدت الوعي؛ لكنها –للأسف- فارقت الحياة وقام هو بتسليم نفسه، ومن
كلماته: «أنا حزين؛ لأنني قتلت والدتي دون قصد»، وفي روسيا أعلنت الشرطة
أنها احتجزت صبيا عمره 13 عامًا قتل شقيقته بالرصاص إثر خلاف بشأن
الاستحواذ على جهاز التحكم.
الثورات وانخفاض معدل الطلاق!
أمام
هذه الوفرة من حالات الطلاق والقتل على مستوى البلاد العربية والأوروبية
معا، أعد مؤخرا مركز «إشراق» للدراسات التربوية من خلال استطلاع للرأي شمل
400 رجل وامرأة من وسط الحالات التي تأتي إلى المركز؛ للحصول على التأهيل
النفسي والتربوي، وكانت المفاجأة انخفاض معدل الخلافات خلال الفترة
الأخيرة؛ بسبب التفاف الأسرة حول شاشة التليفزيون؛ لمتابعة ما يحدث على
الساحة السياسية بعد قيام عدد من الثورات العربية، وما تبعه من تغيرات
جذرية في المنطقة، فأصبح كل من الزوجين يتابعان نفس القناة الفضائية،
ويتبادلان الآراء ويتشاركان في الحوار معًا.
وتعليقًا على هذا الاستطلاع
يؤكد الدكتور «تامر جمال» الاستشاري التربوي بالمركز أنه من خلال متابعة
الحالات التي عبرت له عن رأيها، بشأن الخلاف على الريموت كنترول، وجد أن
حالة الحراك السياسي والثورات العربية وما يموج فيها من تطورات وغرائب
استطاعت كسر الملل الزوجي الذي كانت تعاني منه العديد من الأسر، فأصبح هناك
المزيد من الاتفاق على قناة واحدة، وكثير من الحوار والتواصل من خلال حالة
الترقب ومتابعة الأحداث، مع جو من الاتفاق أو الاختلاف مع ما يحدث،
والنتيجة: ذابت حدة الخلاف الموجودة بينهما، التي كانت تؤدي في نهاية الأمر
إلى حالة من الملل أو الخرس الزوجي وغياب الزوج عن المنزل أو متابعة
التليفزيون في عزلة متعمدة.
ويتابع: «والمعروف أن كثيرًا من الأمراض
الاجتماعية تتفشى، حين يولد الشعور بالجفاء بين الزوجين أو الشعور بالغربة
والنفور بينهما؛ فكل طرف في عزلة عن الآخر، يعيش في عالمه الخاص؛ حتى يتسلل
الملل بصفة عامة ويدخل الزواج منحنى خطيرًا».
للملل أسباب أخرى
يشير
الدكتور تامر في كلامه إلى أن أي إنسان طبيعي يمكن أن يتحول فجأة إلى رجل
ممل، عندما يفتقد معاني الأشياء، وتصبح كل الأيام شبيهة ببعضها؛ فلا يرى أي
مخرج من دائرة مشاكل العمل ومطالب الزوجة والأبناء، وقتها يشعر بالملل
الذي يجد في حالته النفسية السيئة بيئة خصبة للنمو، وهنا تحتاج الحياة
الزوجية إلى محاولة إنقاذ، وعلى الطرفين أن يجدا اهتمامات مشتركة وهوايات
واحدة، ويقع الدور الأكبر في هذه المهمة على الزوجة، رغم أن هناك دراسة
أميركية اعتمدت على استطلاع للرأي ،مرة ثانية، شملت 100 ألف شخص تحت عنوان
«من يشعر أسرع بالملل؟» أكد أن النساء يشعرن بالملل أسرع من الرجال بنسبة
65 %، فبعد خمس سنوات تقريبًا من الزواج يلقي كل طرف على الآخر مسؤولية
الشعور بالملل، ويتهم كل منهما الآخر بأنه غير قادر على إرضائه، وبذل
المزيد من الجهد لأجله، وأضاف الاستطلاع أنه بعد 11 عامًا يستفحل الإحساس؛
فتشعر المرأة بأن حياتها مع زوجها كانت بلا معنى.
تليفزيون واحد يكفي
بينما
يرى الدكتور «علي بهلول» استشاري العلاقات الزوجية، أن التحكم بالريموت
كنترول في بعض البيوت، يجسد في أحيان كثيرة نموذجًا للتسلط من قبل الزوج في
المنزل؛ حيثُ يقوم بعض الأزواج بقمع زوجاتهم وأبنائهم به من خلال فرض
أذواقهم الخاصة في المشاهدة عليهم، مما يثير الخلافات داخل الأسرة، وكان
الحل الأسرع والأمثل، من وجهة نظرهم، هو تعدد الأجهزة داخل البيت الواحد،
وما تبع ذلك من السلبيات؛ فكل فرد أصبح يمتلك جهازًا خاصًّا به، ويجلس وحده
في غرفته يشاهد كيفما يشاء، وهو ما أدى إلى فقدان الأسرة للاهتمامات
المشتركة، وكذلك الابتعاد الاجتماعي بين أفرادها وعزلة كل منهم أمام
الشاشة، ويضيف د. بهلول: علينا الاستفادة من حالة الانتعاشة الحوارية التي
تعيشها الأسر حاليا في أعقاب الثورات العربية، والتمامهم أمام التليفزيون
لمتابعة قناة واحدة تجمعهم حولها.
نصائح للزوجة
ينصح بها الدكتور«بهلول» كل زوجة:
لا
تتخلي عن مرحلة التواصل والتفاهم التي وصلتِ لها مع زوجك، وعليك أن تعيدي
قراءة زوجك من جديد؛ لتبدآ معا رحلة جديدة من التفاؤل والأمل في النجاح.
حاولي دائمًا مشاركته في الحديث وأطيلي فترات الإنصات له
اختاري هواية على الأقل؛ لتشاركيه فيها أو بالفعل
تعلمي ثقافة الاستماع وفن الإنصات؛ لتعيدا معًا بناء جسور التفاهم والثقة بينكما.
أيتها الزوجة، الحل ليس فيمن يسيطر على الريموت كنترول ويتحكم فيه، ولكن في المشاركة والحوار، ولامانع من بعض التنازلات.
تخلي
عن أجهزة الاستقبال المتعددة الموجودة في كل غرفة، واجعلي هناك واحدًا فقط
تجتمع عليه الأسرة، ويكون لكل واحد من أفرادها دور في مشاهدة ما يعجبه.
حاولي القيام بدور الصديقة وليس الزوجة، ففي ذلك مزيد من التفاهم مع زوجك.