دعــــــوة عامـة للبكاء
لماذا لا نبكى
ولماذا أبكى
أتدرى لم تبكى
لعل الله ينظر إليك وانت تبكى فيرحم ضعفك ويجبر كسرك
وإذا لم ترد البكاء فقل لى بالله عليك من فى هؤلاء أحوج إلى البكاء منك
أدم عليه السلام
وبكى أدم على الجنة سبعين عام وعلى خطيئته
سبعين عام وعلى ولده حين قتل أربعين عام رواه ابن عساكر
سيدنا نوح عليه السلام
وقد ذكر أهل التفسير أن نوحاً عليه السلام
سمي بنوح لكثرة نوحه وبكائه من خشية الله تعالى، أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد الرقاشي قال:
إنما سمي نوح عليه السلام نوحاً لطول ما ناح على نفسه. انظر تفسير القرطبي وفتح القدير وغيرهما.
والله أعلم.
شعيب عليه السلام
عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : بكى شعيب عليه السلام من حب
الله عزوجل حتى عمي ، فرد الله عزو جل عليه بصره ، ثم بكى
حتى عمي فرد
الله عليه بصره ، ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره ، فلما كانت الرابعة
أوحى الله إليه : ياشعيب إلى متى يكون هذا ؟ أبدا منك ؟ إن
يكن هذا خوفا
من النار فقد آجرتك ، وإن يكن شوقا إلى الجنة فقد أبحتك ; فقال : إلهي
وسيدي أنت تعلم أنى مابكيت خوفا من نارك ، ولا شوقا إلى جنتك ،
ولكن عقد حبك على قلبي فلست أصبر أوأراك ، فأوحى الله جل جلاله إليه : أما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا ساخدمك كليمي موسى بن عمران
، يقول عز وجل:
(قُلْ
آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ
مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا
{107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا
لَمَفْعُولاً {108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ
خُشُوعًا {109}) الإسراء 107-109.
ويقول الله عز وجل بعد ذكر طائفة من الأنبياء:
(أُوْلَئِكَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ
آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى
عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) مريم: 58،
بكاء النبي صلى الله عليه وسلم
عَن
ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه – قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ
عَلَيْهِ وسَلَّم ((اقْرَأْ علَّي القُرآنَ " قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ،
أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ
أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى
هذِهِ الآية فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ
عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً [النساء (40)] قال " حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتَّ
إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ)) [البخاري ( 4763 ) ومسلم ( 800 )]
.
وعَن
عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير -رضي اللَّه عنه – قال أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه
صَلّىاللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ
المرْجَلِ - أى القِدر الذي يغلي فيه الماء - مِنَ البُكَاءِ . [رواه أحمد (
15877 ) ، والنسائي ( 1214 ) وهذا لفظه ، وأبو داود ( 904 ) بلفظ " ...
كأزيز الرحى " ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " ( 544 )]
عن
عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز
وجل في إبراهيم رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ فَمَنْ
تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ[إبراهيم (36)] وقال عيسى عليه السلام إِنْ تُعَذِّبْهُمْ
فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ[المائدة (118)] فرفع يديه وقال - اللهم أمتي أمتي - وبكى فقال
الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك فأتاه
جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما
قال - وهو أعلم - فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك
ولا نسوؤك . [رواه مسلم ( 202 )]
بكاء الصحابة
عن
أنس رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت
مثلها قط فقال ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً)) ، فغطى
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين - أى البكاء مع غنّة -
وفي رواية : بلَغَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب فقال
((عرضت عليَّ الجنة والنار فلم أر كاليوم من الخير والشر ولو تعلمون ما
أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً )) فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين. [رواه البخاري ( 4345 ) ،
والرواية الثانية لمسلم ( 2359 )]
وعن هانئ مولى
عثمان رضي الله عنه قال : كان عثمان إذا وقف على قبر ؛ بكى حتى يبل لحيته !
فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟! فقال إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فإن
نجا منه ، فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه ؛ فما بعده أشد منه ! )) قال
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما رأيت منظراً قط إلاّ القبر أفظع
منه !)) [رواه أحمد ( 456 ) ، والترمذي ( 2308 ) ، وابن ماجه ( 4267 ) ،
وحسنه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " للألباني ( 1878 )]
وبكى
معاذ رضي الله عنه بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك ؟ قال : لأن الله عز وجل
قبض قبضتين واحدة في الجنة والأخرى في النار ، فأنا لا أدري من أي الفريقين
أكون .
وبكى الحسن فقيل له :ما يبكيك ؟ قال : أخاف أن يطرحني الله غداً في النار ولا يبالي .
وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً ، فقيل له : ما بكاؤك ؟ فقال : لا أدري على ما أقدم ، أعلى رضا أم على سخط ؟ .
عن
سعد عن أبيه قال : أُتي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يوما بطعامه فقال :
قتل مصعب بن عمير وكان خيراً مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ، وقتل
حمزة – أو رجل آخر – خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ، لقد خشيت
أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ، ثم جعل يبكي . [رواه
البخاري ( 1215 )]
وقال سعد بن الأخرم : كنت أمشي مع ابن مسعود فمَّر
بالحدَّادين و قد أخرجوا حديداً من النار فقام ينظر إلى الحديد المذاب
ويبكي . وما هذا البكاء إلا لعلمهم بأن الأمر جد والحساب قادم ولا يغادر
صغيره ولا كبيره إلا أحصاها .
وخطب أبو موسى الأشعري رضي الله عنه مرة
الناس بالبصرة : فذكر في خطبته النار ، فبكى حتى سقطت دموعه على المنبر !
وبكى الناس يومئذ بكاءً شديداً .
وقرأ ابن عمر رضي الله عنهماوَيْلٌ
لِّلْمُطَفِّفِينَ [المطففين (1)] فلما بلغ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين (6)] بكى حتى خرَّ وامتنع عن قراءة ما
بعده .
عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قرأ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ
آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ[الحديد (16)] بكى حتى
يغلبه البكاء .
وقال مسروق رجمه الله : " قرأت على
عائشة هذه الآيات فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ
[الطور (27)] فبكت ، وقالت " ربِّ مُنَّ وقني عذاب السموم "
.
بكى
أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه . فقيل له : ما يبكيك ؟! فقال : " أما إني
لا أبكي على دنياكم هذه ، ولكن أبكي على بُعد سفري ، وقلة زادي ، وإني
أمسيت في صعود على جنة أو نار ، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !! " .
كان
عبد الله بن رواحة رضي الله عنه واضعاً رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت
امرأته فقال ما يبكيك فقالت رأيتك تبكي فبكيت فقالت وأنت ما أبكاك قال إني
ذكرت قول الله عز وجل وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى
رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً [مريم (71)] فلا أدري أأنجو منه أم لا .
ولقد
حثنا ديننا على البكاء من خشية الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النارَ رجلٌ بكى من خشية الله؛ حتى
يعودَ اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنم". رواه
الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد صحيح
الترغيب (3324) (صحيح لغيره)
وعن ابن أبي مليكة قال: جلسنا إلى عبد
الله بن عمرو رضي الله عنهما في الحجر، فقال: (ابكوا! فإن لم تجدوا بكاء
فتباكوا، لو تعلموا العلم؛ لصلَّى أحدكم حتى ينكسرَ ظهره، ولبكى حتى ينقطعَ
صوته). رواه الحاكم مرفوعا وقال صحيح على شرطهما صحيح الترغيب (3328)
(صحيح موقوف)
كان اصحاب رسول الله دائمون البكاء
فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم رجال بكاؤون:
فعن
معاذ بن رفاعة عن أبيه قال: قام أبو بكر الصديق على المنبر ثم بكى، فقال:
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول على المنبر ثم بكى، فقال:
"سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية"
رواه الترمذي من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل وقال: حديث حسن غريب ورواه
النسائي صحيح الترغيب (3387) (حسن صحيح)
وعثمان بن عفان يبكي من
رؤية القبر، فقد (كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل
لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟!! فقال:
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "القبر أول منزل من منازل
الآخرة، فإن نجا منه؛ فما بعده أيسر، وإن لم ينج منه؛ فما بعده أشد" قال:
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما رأيت منظرا قط إلا والقبر
أفظع منه". رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب. صحيح الترغيب (3550) (حسن)
وعبد
الله بن عمر يبكي من تكر حديث؛ التقى عبد الله بن عُمر وعبد الله بن عَمرو
بن العاص رضي الله عنهم على المروة، فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو، وبقي
عبد الله بن عمر يبكي، فقال له رجل: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟! قال:
(هذا) يعني عبد الله بن عمرو، زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "من كان في قلبه مثقالُ حبة من خردل من كِبر كَبَّه الله لوجهه في
النار". رواه أحمد ورواته رواة الصحيح صحيح الترغيب (2909) (حسن)
رضي
الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: جئت
أبايعك على الهجرة، وتركت أبوي يبكيان؟! فقال: "ارجع إليهما فأضحكهما كما
أبكيتهما". رواه أبو داود صحيح الترغيب (2481) (صحيح)
عن ثوبان رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن ملك لسانه،
ووسعه بيته، وبكى على خطيئته". رواه الطبراني في الأوسط والصغير وحسن
إسناده، صحيح الترغيب (2740) (حسن لغيره)
وقفات سريعة ولكنها مؤثرة جدا
محمد صلى الله عليه وسلم كان يبكي حتى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل "
عمر بن الخطاب كان بوجهه خطوط مسودة من كثرة البكاء"
أبو بكر الصديق كان إذا صلى بالناس لا يسمع صوته من كثرة البكاء "
عبد الله بن مسعود بكى حتى أخذ بكفه حفنه من الدموع وقذف بها "
عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهماـ كان يطفئ المصباح ويبكي حتى تلتصق عيناه وتصبح متورمتين من كثرة البكاء "
سعد بن عمير بكى حتى عمش "
أبو بكر النهشلي كان إذا سمع المؤذن تغير لونه وأجهش في البكاء "
نهاد
بن مطر العدوي بكى حتى عمي ، وكذلك ابنه العلا بكى حتى عشي بصره "ثابت
البناني بكى حتى كاد بصره أن يذهب فقيل له : نعالجك بشرط ألا تبكي.فقال :
لا خير في عين لا تبكي "
قيل لعطاء السلمي : ما تشتهي قال: اشتهي أن أبكي حتى لا أستطيع أن أبكي "
مالك بن دينار بكى حتى أسود طريق الدموع في خديه "
وروي
عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ
أتي بطعام وكان صائماً فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني فلم يوجد له ما
يكفن فيه إلا برده إن غطي بها رأسه بدت رجلاه وإن غطي بها رجلاه بدا رأسه
ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط ـ أو قال : أعطينا من الدنيا ما أعطينا ـ قد
خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام ." رواه
البخاري .
روى الترمذى عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله تعالى، وعين
باتت تحرس فى سبيل الله تعالى)،
وأبشركم بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى لا يفتح باب المعصية للعاصين ولكن يفتح باب الأمل للتائبين
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار من بكى من خشية الله، ولا
يدخل الجنة مُصِرٌّ على معصية، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر
لهم)، فما أجلها من دموع تلك التى يكون جزائها عتق من النيران، وفوز
بالجنان، ونيل رضا الرحمن.
أخى الكريم /أختى الغالية بعد أن قرأتم الموضوع
فهل تبكون أم ما زلتم مصريين على حبس دمعتك