سن اليأس عند الرجال .. حقيقة ام خرافة ؟
إن الوصول إلى سن اليأس هو أمر نسائي معروف، أما ما نطرحه اليوم فهو الجانب الذكري من القصة و الذي لا زال حتى اليوم امراً يحاول معظم الرجال التغاضي عن وجوده.
إن أعراض الوصول إلى سن اليأس عند النساء سهل التشخيص على عكس الحال عند الرجال. حيث أن العادة الشهرية تتوقف، إلا أن الأمر يتطلب الكثير من الفحوصات بالنسبة للرجال حيث يتطلب الأمر فحص للدم لمعرفة نسبه هرمون التيستوستيرون في الدم وبالتالي فأن المشكلة قد لا يتم علاجها كون الحالة صعبه التشخيص.
طبقاً للأبحاث فأن حوالي أربعة إلى خمسة مليون مواطن أمريكي يعاني من انخفاض في نسبه هرمون التيستوستيرون بينما يعالج منهم خمسة بالمائة فقط. و كذلك واحد من كل عشره أشخاص بين الأعمار 40 إلى 60 يعاني من انخفاض مستويات هذا الهرمون في جسمه. و تتضاعف هذه النسبة بعد عمر الستين لتصبح رجل من كل خمسه يعاني من نقص هذا الهرمون في الدم.
المشكلة لا زالت في الظل لان الرجال الذين يعانون من هذه الحالة لا يريدون الاعتراف بأن طاقتهم الجنسية لم تعد كالسابق. لكن الأمر لا يقتصر على هذه الناحية فقط فانخفاض نسبه هذا الهرمون في الدم تؤثر على القوة والذاكرة عند الرجال، بل تتعدى ذلك إلى ضعف بنية العظام.
لذلك ينصح الأطباء بضرورة إجراء فحص دوري للدم بعد سن الأربعين للتأكد من نسبه هذا الهرمون في الدم ، كون المرض لا يمكن تشخيصه بالفحص النظري.
هذا ومن جانب آخر، وفينا يتعلق بالأعراض فقد تبين أيضا أن الرجال يمكن أن يصابوا بنفس الأعراض التي تصاب بها النساء في سن اليأس والمتمثلة بالتعرق الغزير وتسرع دقات القلب والشعور بالتوهج في الوجه والجسم أو ما يعرف بالهبات الساخنة، إضافة إلى الإحساس بالوهن العام والميل إلى الهمود والكآبة.
وقد فسر العلماء ذلك بالاضطرابات التي تتعلق بهرمون التستيرون وهو الهرمون الجنسي الذكري، حيث مع بلوغ الرجل سن الأربعين ينخفض إفرازه ويؤثر بذلك على بعض العمليات الحيوية والفيزيولوجية في الجسم، حيث تتضاءل الرغبة الجنسية أيضا ويصاب المرء من جراء ذلك بالضعف الجنسي، ويصاب أيضا بالهمود والاكتئاب حيث تسيطر عليه المشاعر السلبية التي تؤثر على حياته الاجتماعية والعملية أيضا.
ويرى بحث علمي أن ثلث الرجال يظهرون في سن معين أعراضا هي أعراض سن اليأس لدى الذكور. إذ توصل باحثون سويديون إلى أن أعراضا مثل التعرق واحمرار الجلد شائعة لدى الرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين. ويقول الفريق العلمي التابع لجامعة لينكوبنغ السويدية إنه توصل أيضا إلى أن استخدام العلاج بالإبر الصينية قد يساعد على تخفيف أعراض سن اليأس لدى النساء.
ويعتقد هؤلاء العلماء بأن البروتين الذي يدعى GRP مسؤول عن أعراض سن اليأس لدى الجنسين. ويعمل هذا البروتين على توسيع الأوعية الدموية مما يؤدي إلى التعرق واحمرار البشرة. لكنه يبدو أن النقص في الهرمونات الجنسية مثل التستستيرون والإستروجين يعرق إنتاج هذا البروتين. وقد يكون من شأن السيطرة على مستويات بروتين CGRP المساعدة على معالجة أعراض سن اليأس. ومن بين تلك الأعراض ضعف القوة العضلية وضعف القدرة على التحمل وتدني المعنويات.
ومن المظاهر المميزة لهذه المرحلة العمرية انخفاض معدل الكتلة العضلية والعظمية وزيادة الكتلة الدهنية التي تتجمع في منطقة البطن ويضطرب النظام العصبي اللاإرادي حيث يعاني المصاب من جراء ذلك بالتعرق الليلي الغزير الذي يضطر المرء في بعض الأحيان لتبديل ثيابه والأغطية التي يستخدمها ويشعر بنوبات من الحر التي يكاد لا يتحملها.
للأسف إن الكثير من الرجال يهملون هذه المظاهر وفي كثير من الأحيان تعزى لبعض الأمراض دون أن يتم تحديد سببها بدقة، والذي يتم عادة من خلال أخذ القصة المرضية المفصلة والفحص السريري والاستقصاءات المخبرية وغيرها، والتي تساعد الطبيب على التوصل إلى التشخيص الدقيق لهذه الاضطرابات، وبالتالي تمكنه من وضع خطة علاجية مناسبة للشفاء منها.
والجدير بالذكر أن تلك المظاهر السريرية تظهر بشكل جلي وواضح لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة.
وإنه منذ سن الأربعين يتناقص معدل الإفراز الهرموني من التستسترون بمعدل 1% سنويا. ولهذا ينصح الأطباء باستشارة الطبيب لدى بلوغ سن الأربعين من أجل تقييم الحالة الصحية العامة للشخص ومعالجة أي خلل فور اكتشافه. يمكن للطبيب أن يقوم بالعلاج بالهرمونات التي تعوض المريض عن النقص الهرموني والتغيرات المرافقة لها.
وينصح الأطباء بضرورة الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ومحاربة كافة أشكال قلة الحركة والعمل على ضبط الوزن ضمن الحدود الطبيعية وتناول الغذاء الصحي والمتنوع الذي يمد الجسم باحتياجاته المختلفة والذي يمنع تشكل وتراكم الشحوم والإصابة بالاضطرابات المختلفة ومن المهم جدا عدم التردد في استشارة الطبيب لدى حدوث أي اضطراب لأن التشخيص المبكر يلعب دورا مهما في تحقيق النتائج الجيدة التي تخلص المرء من تلك الاضطرابات التي تعكر صفو المزاج وتؤثر بشكل سلبي على صحة الرجل الجسدية والنفسية.